عدد الرسائل : 159 العمر : 31 الشاب اللى هيسجل معانا ساكن فين : مصر طبعا تاريخ التسجيل : 29/06/2007
موضوع: أنـــــ ــــتِ بــــــــ ــــنـــــــ ــت!!! الجمعة أكتوبر 12, 2007 9:57 pm
هذا فصل من كتاب رسالات فى تربية البنات
للدكتورة: فيروز عمر نقلته للفائدة فبهذا الجزء ابعاد رائعة لفكرة التمييز بين الولد والبنت وطرق مواجهة ذلك واثره على المجتمع
رسالات فى تربية البنات ... للدكتورة : فيروز عمر
(1) أنتِ بنت !!!
فى يوم كان زوجى ذاهباً للصلاه فى المسجد فقالت له ابنتى وكانت فى الثالثة من عمرها ـ عايزة أروح معاك للمسجد يابابا، فرد زوجى بسرعة: ماينفعشِ أنتِ بنت، فلم يعجبنى الرد!! وتدخلت بهدوء، وقلت لها: يمكن بابا يقصد يقول: لما تكبرى شوية ممكن تروحى معاه، عشان الصغيرين أوى صعب يروحوا المسجد!! استراح زوجى للتعليق، وشعر أنه أدّق.
فارق كبير بين أن يكون المانع هو أنها (بنت) أو أنها (صغيرة)!! وتأثير الجملتين عليها مختلف تماماً، فإن كانت لا تذهب لأنها (صغيرة) فسوف تكبر غداً وتذهب، أما إن كانت لا تذهب لأنها (بنت) فإنها لن تذهب أبداً، وهذا معناه أن المساجد للذكور!!
أبدأ بهذه القصة _رغم بساطتها_ لتسأل كل أم نفسها وكل أب: متى أقول لابنتى: هذا ممنوع لأن (أنتِ بنت)؟ وعلى الجانب الآخر متى أقول: هذا واجب لأن (أنت بنت)؟ .. ونسأل السؤال بشكل مختلف: ما هى الواجبات والحقوق المشتركة بين البنت والولد؟ وما هى الحقوق والواجبات غير المشتركة التى يتميز فيها كل جنس عن الآخر؟ تعالوا نذكر بعض النماذج، وسأركز على ثلاثة جوانب فقط:
*الأخلاق العامة. *الواجبات داخل البيت. *الواجبات خارج البيت.
1ـ الأخلاق العامة:
قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ : " إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". الخلق الذميم مُستنكر ومرفوض سواء كان من ولد أو بنت.. ولكن الأم العربية قد تقبل أن يرفع ابنها صوته عليها _لأنه رجل_ ولا تقبل أن ترفعه ابنتها (كسر رقبتها)!! وهذا يجعل هذا الابن _عندما يكبر ويصبح زوجاً_ يتصور أن من حقه أن يرفع صوته على امرأته وعليها هى أن تتحمل فهذا حقه!! إن كان رفع الصوت خُلقاً حميداً وفضيلة طيبة ورمزاً لقوة الشخصية فهو مباح للجنسين، وإن كان عيباً مذموماً فهو مرفوض للجنسين تماماً وبنفس القدر ...
الأسره العربية تنزعج غاية الانزعاج إذا وقعت ابنتهم فى قصة حب، بينما تغض الطرف عن (حماده) حبيب قلب ماما الذى يحب بنت الجيران ثم زميلة الجامعة ثم .. ثم .. ثم .. هو ولد، ومن حقه الطبيعى أن تكون له علاقات غرامية!! إن كانت العلاقات بين الجنسين خارج إطار الزواج حلالاً فهى حلال للجنسين، وإن كانت حراماً فهى حرام للجنسين تماماً وبنفس القدر .. الله لم يفرق بينهما فى هذه القضية لا على مستوى الوقاية، ولا على مستوى العلاج أو العقاب .. كما قال سبحانه وتعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى).. وقال أيضاً: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن).. وحتى فى حد الفاحشة قال سبحانه وتعالى: (الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) المعنى هو أن : كلمة (أنت بنت) ليس لها موقع من الإعراب فى التفرقة بين الجنسين فيما يخص الأخلاق الإنسانية العامة .. ومن المنطق والشرع أن يشعر الأب أو الأم بنفس القدر من الاشمئزاز تجاه الخطأ الخلقي لكل منهما، ونفس القدر من الاستحسان لكل عمل صالح لكل منهما أيضاَ .
ولكن لماذا يجب عدم التفرقة؟! وما التأثير النفسي والاجتماعي للتفرقة هنا؟
أقول، التفرقة مؤذية للطرفين: تؤذى الولد لأنها تيسر عليه الوقوع في الخطأ وتمنحه الشعور بأن هذا الانحراف مباح له.. وتؤذى البنت لأنها تشعرها بالظلم وعدم المساواة فيدور حوار في داخلها: (إذا استمتع الولد برغباته وأهوائه وكان قليل الأدب وسيء الأخلاق فهذا حقه، أما إذا فعلت البنت هذا فإنها تدخل النار.. هل هذا هو العدل الإلهي ؟!! لذلك نقول لها: "الجنة للصالحين ذكوراً وإناثاً،والنار للمنحرفين ذكوراً وإناثاً أيضاً.
ويأتي سؤال أخير: ألا يوجد أي جانب أخلاقي لايتساوي فيه الولد والبنت؟! والإجابة هي .. نعم يوجد جانب واحد .. وهو الله قد خلق للمرأة جمالاً ورقة ولم يجعل الاستمتاع بهذا الجمال مشاغاً عاماً، فحجب كل مظهر من مظاهر الفتنة والإغراء للمرأة أو الفتاه حتى لا تتحول إلى بضاعة رخيصة يستمتع بها أو يستبيح حرمتها القاصي والداني.. أحاط الله هذا الجمال بالزى المحتشم وعدم إبداء الزينة لغير المحارم، وعدم الصخب فى المشى أو لفت الأنظار.وعدم التمايع فى الكلام . الله قد سمح لها بل أوجب عليها كل صور المشاركة الاجتماعية طالما التزمت بهذا القدر من الستر للزينة وعدم التبجّح أو لفت الأنظار والإغراء والإغواء.. هناك درجة من الستر مطلوبة من الأنثى أكثر من الرجل، أما مادون ذلك من أخلاق عامة، أ, أعمال صالحة أو سيئة فالجنسان فيه سواء..
2ـ الواجبات داخل المنزل :
من الأفضل تربوياً أن يشارك الطرفان فى الواجبات المنزلية أو يكون ذلك: 1ـ فى إطار تقسيم عادل للأدوار. 2ـ مع مراعاة المساواه فى التقدير والثناء عندما يقوم كلٌ بدوره.
وأقصد بالتقسيم العادل للأدوار: أن (حمادة) له دور واضح تجاه المنزل يتطلب ساعات عمل تساوى أو تزيد عن الساعات التى تنفقها الأخت فى إعداد الطعام ونظافة المنزل، أو أنه يقوم بمهام يومية شاقة تستنزف وقتاً طويلاً أيضاً، فهو يذهب لدفع فاتورة التليفون، ويُحضر السباك أو النجار، ويشترى المستلزمات اليومية للبيت .. أو أنه يعمل ويشارك فى مصاريف البيت. أما المساواه فى التقدير والثناء فأوضحه فى هذا المشهد:
(حمادة) عندما يقوم بدور من أدواره المنزلية فإن (أم حمادة) تزفه بالدعوات فى ذهابه وإيابه.. فهل نجد نفس القدر من الحفاوة والتقدير عندما تقوم البنت بالأعمال المنزلية اليومية، أم أن هذا في حقها فريضة، ولا شكر على واجب !! قد يكون هناك عدل في توزيع الأدوار، ولكن هناك ظلم في التقدير والثناء.. والنتيجة هي أن حواراً داخلياً يدور في نفس الفتاه: (الذي يُشكر على صنيعه هو (السيد)، والذي لا يُشكر هو الخادم). ولكن (الخادم) رغم حصوله على التقدير الأدبي اللائق فهو يحصل على مقابل (مادي)، أما أنا فلا أحصل لا على الأدبي ولا على المادي، إذاً أنا أقل من الخادمة!!) لا يستهين أحدنا بتأثير هذا الشعور (بالدونية) على بناتنا،لا تجعلى كلمة (أنت بنت) تحمل ظلال (أنتِ خادمة أو أقل) ولا تتساوين فى المسئولية تجاه البيت مع أخيكِ وإذا تساويتِ فى المسئولية فلا مساواه فى التقدير والثناء.. بل (أنت بنت) معناها: أنت سيدة فى هذا البيت، تقومين بجهد عادل، وتحصلين على ثناء لائق.
3ـ المسئولية خارج البيت تجاه المجتمع:
وهى أن تقوم الفتاه بعمل تطوعى أو بأجر بشكل فردى أو مؤسسى لخدمة مجتمعها ودينها،بعض الآباء والأمهات يضيقون على بناتهم أو لايشجعوهن على الاشتراك فى أنشطة اجتماعية والسبب هو أمر من ثلاثة: *إما اعتقاداً منم أن هذا يخالف الدين أو على الأقل هو ليس واجباً شرعياً. *أو خوفاً عليها من المشاركة وأخطارها. *أو جهلاً بأهمية التأثير الإيجابى للمشاركة عليها شخصياً وعلى حياتها.
مخاطر المشاركة :
قد يكون أبسطها أن تعتاد الفتاه الخروج من المنزل، والعودة متأخراً .. وقد يكون أوسطها أن شخصيتها تصبح أقوى ولا تعود تلك الطفلة المطيعة الطيبة، وقد يكون أسوأها أن تسقط فى قصة حب مع زميل يشاركها النشاط!!
والحل:
1ـحسن اختيار المكان الذى يتميز بالصحبة الطيبة،مع وجود شخصية عاقلة أكبر سناً تراعى الالتزام بالضوابط الأخلاقية والدينية. 2ـالدعم التربوى الدائم،والحوار المتصل مع الفتاه. الاقتناع بأن هذه الأخطار موجودة في الشارع وفى الجامعة وأن الهروب منها وهم كبير ..
التأثير الإيجابي للمشاركة:
ثبت من الدراسات وكذلك من التجارب الواقعية أن الفتاه التى تشارك مشاركة إيجابية فى كل مراحل عمرها فى الأنشطة الإجتماعية هى أقوى (مناعة) ضد الانحراف!! الفتاه التى تشارك فى الإذاعة المدرسية فى المدرسة،أو التى تشارك فى أنشطة رعاية الشباب أو الأسر الطلابية فى الجامعة، أو التى تشارك فى جمعية لرعاية الأيتام أو محو الأمية أو .. هذه الفتاه تتمتع بثقة فى النفس وتقدير للذات،ولا يحاصرها الشعور بالتفاهه والدونية الذى يرجع إليه السبب فى سقوط كثير من البنات ضحية للانحرافات أو فريسة شاب مستهتر ألقى إليها بكلمة إعجاب براقة ملأت فراغها الذهنى وشغلت كيانها المهجور!!
عزيزتى الأم .. احرصى أن يكون لابنتك منذ طفولتها الأولى نصيباً دائماً من العمل الاجتماعى التطوعى،عوديها على هذا كما تعوديها على ترتيب حجرتها وغسل وجهها وأسنانها.
saso امير مشارك+مميز+فضي+ذهبي+ماسي
عدد الرسائل : 329 العمر : 30 الشاب اللى هيسجل معانا ساكن فين : مصر تاريخ التسجيل : 24/09/2007